بسم الله الرحمن الرحيم
صلة الاقارب وصلة الارحام
صلة الاقارب مندوبة وصلة الارحام فرض، اما ان صلة الاقارب مندوبة فلما روى ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم : من ابر ? فقال له الرسول عليه السلام صلة الاقارب وصلة الارحام
واما صلة الارحام فواجبة لما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال
اما الاقارب فهم المقصودون في قوله تعالى
واما الارحام فهناك ذوو الارحام وهناك صلة الارحام .فاما ذوو الارحام فاه كل من ادلى للشخص بسبب، وهم الخال والخالة، والجد للام، وولد البنت،وولد الاخت، وبنت الاخ، وبنت العم،والعمة والعم للام، وابن الاخ لام، ومن ادلى باحد منهم .هؤلاء ذوو الارحام المقصودون في قوله تعالى ( واولو الارحام بعضهم اولى ببعض ) وهم الذين ينصرف اليهم المعنى حين يقال اولو الارحام او ذوو الارحام وهؤلاء منهم من هو رحم محرم كالخالة ومنهم من هو رحم غير محرم كبنت العم . هذا بالنسبة للارحام اما بالنسبة لصلة الارحام فانها خاصة بالرحم المحرم،ولا تشمل الرحم غير المحرم،فاحاديث صلة الارحام التي ورد فيها الوعيد المراد منها الرحم التي يحرم النكاح بينهما بحيث لو احدهما ذكر حرم على الاخر. وعليه فان صلة بنت العم وبنت الخال غير واجبة لانها غير محرم .
والدليل على ان الرحم في صلة الارحام لا يدخل فيه الرحم غير المحرم امران : احدهما ان غير المحرم قد حرم عليه الخلوة بها وحرم عليه النظر الى غير وجهها وكفيها،وحرم عليه ان يختلط بها، وهذا ينافي اعمال الصلة من الزيارة والهدية والمخالطة والجلوس،فوجود التناقض في واقع الصلة بين صلة غير المحرم وبين ما حرمه الله، يجعل الصلة خاصة بالرحم المحرم .وهذا من فهم واقع النص،فهو ليس من قبيل تخصيص العام بل من قبيل مدلول النص، فمدلول الصلة في صلة الرحم يعني صلة غير من حرم الله عليه بعض اعمال الصلة . والامر الثاني هو ان الرسول نهى عن الجمع بين المرأة وعمتها وبين المرأة وخالتها وقال
فهذا الامران قرينة على ان المراد بالصلة في قوله عليه السلام (وصلوا الارحام ) المراد بها اي بالصلة الرحم المحرم فلا يدخل فيها الرحم غير المحرم .وصلة الارحام تكون بعدة اشياء منها الزيارة في الاعياد والمناسبات، ومنها تفقد الرحم وتفقد حاله، ومنها التغافل عن زلاته ولو كثرت،ومنها الاهداء اليهم في الاعياد والمناسبات وفي غير الاعياد والمناسبات، ومنها الدفاع عنهم وعن اولادهم ومن يهمهم امره، ومنها قضاء حاجاتهم وحاجات امرهم . وبالجملة هي فعل ما يقدر عليه من الخير وابعاد ما يقدر عليه من الشر عنهم، فان قصر عما يقدر عليه وعما يليق به، سواء اكان من فعل الخير او من دفع الشر، فانه لا يكون قد قام بصلة الرحم . واما قطيعة الرحم فيه ان لا يتفضل على رحمه ولا يقبل تفضلا من رحمه بالزيارة والهدية وغير ذلك، فمن يصل رحمه لا يكون قاطعا، ومن لا يصل رحمه كذلك لا يكون قاطعا،فالقطيعة هي الاساءة الى الرحم فكل اساءة الى الرحم مهما قلت هي قطيعة للرحم .
التعديل الأخير بواسطة المشرف: